الاثنين، 26 ديسمبر 2011

ديكور قصة الميلاد

النهاردة كنت بتعرف على قصة الميلاد من جديد
عمرى ما فكرت في المجوس والرعاه اللى تلقوا البشارة بولادة المخلص - كانوا بالنسبة لى اقرب الى ديكور القصة - منهم الى اشخاص رئيسية فيها.
المجوس طب دول مش يهود، وعلماء فلك يعنى امم،  بعيد قوى عن اى صورة يهودية تحتكر في ذهنى تعاملات الله
تاكدت من ان الله يتعامل مع الناس خارج الاطار الداخلى الضيق لتخيلاتى
كانت تمر على احداث مثل دعوة الله للنبى يونان ان يوجه دعوة توبة لشعب نينوى الاممى البعيد عن دعوة الله -بحسب فهمى الضيق- بشكل عادى لم اتوقف امامها، واليوم سوف اقف واستعجب
سفر ايوب وصلاح ايوب وحوار ايوب مع اصدقائه وفهم أليهو الروحى المذهل - لم اكن اعى جيداً ان هذا السفر هو اقدم اسفار العهد القديم هذه القصة حدثت قبل ان يكون هناك اى ذكر في الاحداث عن الامه اليهودية، او الديانة اليهودية.
ارجع لقصة ميلاد المسيح
المجوس الامم الذين لم يكن لديهم هذا الكم الهائل من النبوات - تحملوا مشقة السفر للبحث عن الملك صاحب النجم - سافروا يبحثوا تقريباً لمدة تقارب العامين. ليروا بعيونهم الملك ويقدموا الهدايا.اى مشقات تحملوا، اى احباطات واجهوا. وما هى هذه الرغبة القوية في رؤية الملك المولود صاحب النجم.
والمذهل ان رجال الدين اصحاب المعرفة الدقيق لنبوات العهد القديم لم يتحركوا ولم يملكوا اى رغبة للبحث او التفتيش او التأكد، جاوبوا الملك هيرودس بكل تأكيد انه بحسب النبوات يولد المسيح في بيت لحم، ولم يكن لديهم اى نوع من الرغبة في رؤيته.
فلنترك المجوس علماء الفلك ذوى المكانة السياسية المرموقه التى اعطتهم المساحة لان يذهبوا لقصر هيرودس ليسألوا عن الملك.
ولنذهب الى رعاة بسطاء ربما جهلاء فقراء، عندما ظهر لهم الملائكة بالبشارة، هم ايضاً ذهبوا لينظروا هذا الامر الذى بشرتهم به الملائكة، وجائوا مسرعيين، يبحثوا عن العلامة التى حددتها الملائكة لهم فهم يبحثون عن طفل نائم في مذود
كانوا مجتهديين، كانوا باحثيين
نعم كان المجوس والرعاة بالنسبة لى اقرب إلى ديكور قصة الميلاد، اما الآن انا احترمهم، احترم بحثهم، احترم اجتهادهم، الذى اهّلهم للرؤية
الآن فقط افهم كلمات السيد المسيح:

"ادخلوا من الباب الضيق.لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك.وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة.وقليلون هم الذين يجدونه" ( مت7: 13، 14)

الباب الواسع يدخلوه   اما الباب الضيق فيجدوه !!
هذا الباب لا يمثل دين او معتقد
فتدين الكهنة والفريسيين كان يصاحبه عيون مظلمة عمياء لا ترى لا تبحث. والعجيب ان فئة رجل الدين وفئة حافظى وعارفى الشريعة اليهودية هم اكثر فئه نالها توبيخ المسيح، المسيح قدم المحبة والقبول للخطاة حتى انهم كانوا يدعونه محب الخطاة والعشاريين في زمن كان يتعفف رجل الدين على مصافحتهم والتحدث إليهم، وكان يوبخهم على خطاياهم ويطلب منهم ترك الخطية ولكن كان يفعل هذا بعد اعلان محبته وقبوله لهم. كانت التوبة في رسالة المسيح تأتى بسبب ذوبان القلب بسبب الحب وليس زوبان بسبب الخوف من العقاب.
وعلى العكس اكثر من وبخهم وآنبهم ويظهر هذا في انجيل متى اصحاح 23 كمثال هم الكتبة والفريسيين "ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة."

ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة.وقليلون هم الذين يجدونه
هذا الباب يمثل بحث الانسان عن الله- فالذى يطلب ويبحث عن الله يجده

الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق. (مزمور 145: 18)

وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم. (إرميا29: 13)


المسيحية بالنسبة لى ليست ديانة بل هى علاقة بالله
كان المسيح هو الطريق لعلاقة مبنية على محبة الله لى وليس على محاولاتى لكسب رضاه.
الروح القدس هو القوة التى تعيننى - ليست محاولاتى الفاشلة -  على ان احيا في بر وقداسة حتى إذا سقطت اقوم.
فلتعيينى يا رب ان اعيش ابحث
فلتعيينى يا رب حتى لا اتقوقع داخل اطار دينى بشرى عنصرى اومتعصب ضعيف، طقوس وامور استلمناها من الآباء - بل ان ارتفع إلى درجة علاقة معك
علاقة حديث نور اعلان
فلتعيينى يا رب ان اجد الطريق