الخميس، 5 أبريل 2012

أنوثة ورجولة

بعد خمس سنوات مرت الآن على زواجى من رجل احبه واحترمه وأثق فيه كثيراً، وبعد المرور على الكثير والكثير من قصص العلاقات بين الرجال والنساء. وأنا لا أزل أعيش في هذا البلد وهذه الثقافة وهذا الاطار الدينى الاسلامى المسيحى المزيف، والذى لا يعرف كيف يحترم المرأة – حتى وإن ذكر العكس -  ولا يعرف كيف يثق في الرجل،  حتى وإن وضعه في مكانة أعلى. هذه البيئة التى لا ترى اهمية للمرأة إلا للقيام بما لا يليق بالرجل القيام به، ولا ترى اى دور محترم للرجل سوى جمع المال.
اسمحوا لى الآن أن أشارككم بما أراه وأتخيله الآن عن الرجولة والانوثة. فأنا استطيع أن آرى كلا الرجولة والانوثة كصورة وانعكاس، لشخصية الله،مع العلم أن هذه الانعكاسات لا تستطيع إلا أن تكون صورة غير واضح المعالم، غير كاملة ومشوشة عن الله   
فبينما تعكس الانوثة غنى عاطفة ومحبة الله، تعكس الرجولة عمق فكر الله. وعندما تظهر الانوثة عمق اهتمام ورعايتة الله لنا. قد توضح الرجولة حكمة قيادته وارشاده لنا. وإذا كانت الانوثة تشارك الله في محبته التى تنتظر وتصبر، فالرجولة تشارك محبة الله التى تبحث، اهتمام الانوثة الاساسى في العلاقات، وهى تعكس اهتمام الله بتكوين علاقة شخصية مع كل واحد فينا. اما اهتمام الرجولة الاساسى هو في الانجاز، وهذا يعكس اهتمام الله باحلامنا وخططنا ومسئولياتنا اليومية في الحياة العملية.
لذا من منطلق تخيلاتى اقدم دعوتى لكم اليوم :  "فلنحترم من الآن هذه الانعكاسات"
رسالتى للرجال في كل مكان أن لا يحكموا على الاختلافات بين المرآة والرجل بأنها نقص وعجز في شخصية المرأة، ذلك لأن الرجل لا يملك الطريقه الكاملة في التعامل مع الحياة، بل كلانا الرجل والمرأة معاً نكون هذه الطريقة المثلى - التى يتخيل خطئاً كل طرف منا أنه يمتلكها منفرداً – هذا ما يدعونه تكامل!
لذلك عزيزى، تواضع قليلاً. ولتنظر إلى النصف الآخر في هذه الحياة بالاحترام اللائق بها
وايضاً عزيزتى، لتبادليه بالثقة التى يحتاجها ويستحقها،
فما الذى سيحدث لعالمنا إذا تعاونا بدل ان نتناطح وتفهمنا النقص في كلا الجانبين بدل من أن نصدر الاحكام، ونقدم المساعدة بدل من أن نخزى ونرفض الضعف. وجعلنا المحبة والثقة والاحترام هى التى تجمعنا رجالاً ونساءً ليس فقط الاحتياج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق