الثلاثاء، 28 يناير 2014

الملك والوحش وأهل المدينة (1)

قديماً كانت هناك مدينة يحكمها ملك ظالم. كان الملك يربي وحشاً داخل قصره، أو هكذا كان يظن كل أهل مدينته. في يوماً من الأيام أراد أهالى المدينة أن يهزموا ظلم الملك وينصبوا عليهم حاكم عادل، فإجتمعوا جميعاً وإنتصروا على حرس الملك وقتلوا الملك. فلم يبقى لهم إلا أن يواجهوا الوحش الذى كان يربيه الملك داخل قصره. إحتفل أهل البلدة بإنتصارهم وأجلوا معركتهم مع الوحش لليوم التالي.
وفي صباح اليوم التالي تجمع مجموعة من خيرة رجال هذه البلدة وقروروا أن يقضوا على هذا الوحش الساكن في قصر مليكهم السابق والذى كان يصدر أصواتًا من داخل زنزانته، أصواتًا مخيفة ليلاً نهاراً دون توقف للحظة، مما كان يثير تعجبهم من قدرة هذا الوحش على البقاء مستيقظاً دون نوم دائمًا.
وعندما فتحوا زنزانة هذا الوحش الرهيب، كانت المفاجئة. فقد وجودوا أن الوحش كان عبارة عن كائن هلامى غريب وضعيف موضوع في حضانة رعاية، كان الوحش ضعيف كله إلا صوته، وتعجبوا كيف استطاع الملك ان يُخلّق هذا الكائن الغريب !!!!!!!!
خرجوا من الزنزانة وتركوا خوفهم - من الوحش وصوته - مع الوحش، وكانوا يضحكون كلما سمعوا صوت الوحش، ويتعجبوا من هذه الفكرة الرهيبة للملك والتى تمكن بيها من السيطرة على شعبة طوال هذه السنوات. ولكن عندما أخبروا أهل المدينة ظن معظم أهل المدينة أنهم اصيبوا بلوسة أو سحر ما آثر دخولهم قصر الملك، فظل أهل المدينة يتلاسنون ويتغامزون عليهم، وكان هذا بالطبع يضايقهم ولكنهم قرروا ان يذهبوا إلى حكماء وسحرة المدينة فلم يكن عند أي منهم تفسير مقنع.
ثم تذكر أحد الرجال الحكماء، وكان هذا الرجل طاعن جداًفي السن وقد عاصر مدينتهم في عصرها الذهبى عندما كان القصر عادلاً ومفتوح لكل فرد من أهل المدينة. عندما كان الجميع سعداء. أطفالهم يلعبون في الحدائق، وشبابهم أحرار ينسجون ويكونون طريقهم وشخصياتهم وشكل حياتهم حسب الشخصية الفريدة لكل واحد منهم، ونسائهم ورجالهم يعملون وينتجون. وشيوخهم يتمتعون بشيبتهم مسموعة حكمتهم من كل أهل مدينة فيها أحلام الغد تولد من رحم نجاحات اليوم ودروس الامس. لقد تذكر الرجل بداية الحكاية.
قال الشيخ الطاعن في السن: "في البدء كانت مدينتنا أحلى المدن وشعبنا أكرم وأنبل الشعوب، خضنا معارك كثيرة لجيوش طامعة في خيراتنا، وتقدمنا من نهضة إلى نهضة ومن عصر إلى عصر ومن حضارة إلى حضارة. أرضنا كانت مهد الحضارات، نعم هذا كان في يوماً من الأيام حقيقة. أعلم أنها اليوم عبارة عن شعارات فارغة يرددها فاشلون، ولا تحمل أى معنى، ولكهنا كانت في الماضى واقعًا كنا نعيشه كلنا.
 حتى تولى جلالته حكم بلادنا، بدء حكمه بنفس مبادئنا الشريفة، قال أنه سيقف دائماً في صف الفقراء، قال أنه سيرعى حرية شعبنا ويعلم أولادنا. وعدنا أننا سنمشى الطريق إنجاز يؤدى إلى انجاز. ثم تبدل الوضع في لحظة ما، وفسد هو ونسائه وأمرائه وحكمائه وجيشه أيضاً، أعرف أنكم سمعتم أن الفساد كان هو  من صنع جلالته أولاً، كما سمعتم وسمعنا من يدافع عنه ويقول حاشية قصره هى من تتحمل المسئولية، ولكن هذا لا يهم الآن.
المهم الآن هو حكاية الوحش، في يوم من الآيام جاء ساحر شرير إلى الملك وأخبره إنه عنده قدرة سحرية شديدة يستطيع بها أن يخلق وحش ضعيف! يحتاج هذا الوحش ليعيش حضانة زجاجية. ولكي يخيف الوحش شعبه ،شعب مدينتنا الحبيبة، تميمة في الحضانة، فيها سوف يجمع السحر كل أصوات وطاقة الشر في شعب مدينتنا، وعندما تتجمع هذه الطاقة لتكون صوت هذا الكائن الخرافى المخيف. عند هذه النقطة ضحك أحد الشباب وقال للشيخ: "لقد رآيناه، لم يكن مخيفًا على الإطلاق. كان كائن ضعيف داخل حضانته ، هو فقط صوت...". هنا قاطعه الشيخ الجليل وقال له: "عمل السحر في البداية لتكوين وللحفاظ على اللكائن، وعندما تُختزن الطاقة الشريرة لمرحلة ما تبدأ قدرة الكائن في غصدار أصواته تلك التي تسمعونها ليل نهار. وكانت الأفعال الشريرة التي يرتكبها أهل المدينة مثل الأنانية والظلم والتكاسل وكل صور عدم النظافة والنظام والجمال، تعمل كل يوم على تقوية صوته حتى يبث الخوف في قلوب الناس". هنا صرخ أحد السامعين: "هذا الخوف هو ما استخدمه الملك ليحكم سيطرته على شعب محبط وخائف، ويأس، وغاضب". 
صرخ فهد، أحد الشباب المستمعيين، وقد سمي بالفهد لأنه سريع جداً في تفكيره وفي استنتاجاته وفي تحركاته: "نقتل الساحر والكائن، ونستريح".
ضحك الشيخ وقال له: " الساحر قتله السحر بدون أن يفعل أحد شيئًا له، والكائن لن يستطيع أحد أن يقتله لأنه ببساطة جزء من كل واحد في المدينة إذا اردت قتله فستقتل كل واحد في المدينة". عندها اغتم الجميع فما من طريقة لوقف هذا الصوت المزعج المخيف الذى يضايق الجميع أمامهم الآن. أو كما يظنون.
الآن عرف رجال المدينة النبلاء القصة فما هو الحل؟ رجع كل واحد من مجموعة النبلاء إلى بيته إلا واحد. لقد أراد هذا الرجل أن يتجول في الغابة ليفكر في هدوء. ظل يفكر طوال اليل حتى جأته فكره بسيطة في عبقريتها.
 ذهب مسرعاً نحو منزل الحكيم. كانت لا تزال السماء سوداء كاحلة إلا من ضوء القمر، ضوء قوى باهر يكسر عمق ظلام الليل.
قرع صاحب الحل الباب ففتح الشيخ بابه وقال: لعل سبب مجيئك إلى في هذه الساعة المبكرة خيراً، تفضل".
 كان الرجل في منتصف العمر، تظهر عليه علامات الذكاء والنبل، مع قليل من الحزن. قص على الشيخ كل ما كان يجول في خاطره.
فقال: "إذا كنا لا نستطيع أن نقتل الوحش فلا يوجد أمامنا سوى مصدره الذى يستمد منه طاقت. فلنمنع عنه هذا المد من الطاقة التي تولد صوته، بل لنوجد مصادر أخرى لطاقة مضاده تضعفه أيضَا".
وثب الشيخ فرحاً كأنه ابن العشرين، وقال له: "هذا هو حل السماء لمدينتنا. سوف نبقى معًا نفكر كيف نستطيع تحقيق هذا الكلام ، ونعد خطة. عندها سوف نستدعى بقيتنا ونشرح لهم الخطة ونبدأ فوراً في التنفيذ".

والآن هما يفكران كيف؟ كيف سوف يقنعون أهل المدينة أن كل واحد منهم هو مصدر لجزء من هذا الصوت الكئيب المخيف المزعج؟  كيف والأهالي فرحون يظنون أنهم قد إنتصروا. تخبرهم إذاعة المدينة "إننا سننافس كل مدن المملكة وسنستعيد مجدنا" فيطيرون فرحًا ويرقصون كالفراشات فخراً. 
كيف سيفهمون أن الانتصار لم يكن كاملاً وأن هناك مسئولية بل مسئوليات كثيرة على كل واحد لمواجة الظلم الذي صنعوه هم بأيديهم؟ كيف سيقتنعون أن العصا التي بين أيديهم لم تكن سحرية، وأنها فقط شعار يحتاج الكثير من الجهد ليتحقق؟ 
وهذا فصل آخر طويل من القصة  

الخميس، 22 أغسطس 2013

إبراهيم عيسى .. يتمرمغ في الطين

بعد ان علقت على هذا الفيديو بتعليق "إبراهيم عيسى ..يتمرمغ في الطين لقد سقط هذا الرجل من نظرى"
رابط الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=q8Xy9ohmo_A&feature=share

سألتنى صديقة المحتوى ولا الأسلوب هو اللى مضايقك؟
أولاّ: الأسلوب المتدنى لإبراعيم عيسى هنا والألفاظ السوقيه التى يستخدمها مثل (المخنثين، الملعوب في أساسهم، ..) أنا لن أعلق عليها لأنى لا ارى أننى في احتياج للتعليق .. الأمر واضح.

ثانياً: لى تعليقات وأرفض  في الأسلوب وفي المحتوى:
1- إلقاء الاتهامات بشكل عام بالجملة على فئة غير محددة تدعى مرة  "بتوع يناير" ومرة يقول "الحقوقين" ومرة أخرى "بتوع الفيس بوك وتويتر" بشكل جبان فهو لم يحدد أى مجموعة يقصد وإن كان أغلب الكلام للحقوقين ولم يحدد أشخاص ولم يناول تصريحات محددة ومعلنة يعترض عليها .. كله كان كلام مرسل عام، وحتى الاتهامات (أجندات - مغرضين) هى هى نفس الاتهامات التى كان يستخدما إعلام مبارك وقت أن كان يواجه 25 يناير.

2- اطلق على "الثورين ومجموعة 25 يناير و عابدى يناير) أنهم "الاخوة المتضيقيين" من حكم باخلاء سبيل حسنى مبارك . وأنا لا افهم ما هى المشكلة في أن يحزن من شارك في حركة جماهيرية -تطالب باسقاط نظام لفساده-  وفشل في أن يحاكم سواء مبارك أو رجال نظامه وفشل في أن يحاكم من رجال الأمن  من قتل المتظاهرين ومن عذب الشعب المصرى. ما هى المشكلة في أن نحزن أننا لم نستطيع أن نحاكم من أجرم، وما المشكلة في أن نحزن أننا لم نستطيع أن نأتى بحق ما قُتل أو بحق المصرى في عيشه كريمة حتى الآن؟

3- أفترض الاعلامى المستنير الذى يجلس أمامنا ليلقننا الأراء والاحكام ولا يترك لنا فرصة للتفكير .. أن الحقوقى كل حدود مسئوليته هو في احترام القانون وبالتالى إذا اعترض على تنفيذ القانون فهو بلا مبدأ وبلا قواعد ولا أى شئ .. مع أن عمل الحقوقى مع انه يتضمن العمل على احترام القانون وأن يسود القانون الجميع فهو أيضاً يعمل على تغيير القوانيين الظالمة يجب أن يعمل الحقوقى على تغيير كل القوانين التى تمنع حرية العقيدة او التى تؤسس لعدم المساواة بين المواطنين أو حتى غياب قوانين تعمل على محاسبة السياسيين أو رجال الحكومة .. ليس كل قانون يحترم، هناك قوانين يجب أن يعترض الحقوقين عليها ويعملوا عل تغيرها.

3- يفترض إبراهيم عيسى أن الحزن على إطلاق سراح مبارك يأتى من "انحياز واضح واستهداف للرجل" مع أن مبارك كان هو السجين الذى قضى أكثر فتره سجنه في "المركز الطبى العالمى" فهل هناك سجين في مصر لقى كل هذا الاكرام.
..............................
لا أعترض على إخلاء سبيل مبارك والمطالبة بوقف تنفيذ الحكم بالنسبة لى امر مرفوض ويجب ان نحترم القانون ... أما طريقة إلقاء الاتهامات بالجملة وبشكل عام على فئة غير محددة امر مرفوض .. ليس هذا هو الاعلام المحترم وهذا الكلام لا يصنع تغيير ولكنه عبارة عن وصلات للفتى والردح وفرد الملاية التى اصبحنا نقوم بها في حوراتنا في الشارع والبيت وعلى شاشات التلفزيون.

كان الأولى بالاعلامين ومن يدعون أنهم مثقفون أن يتحاوروا بشكل يظهر فيه اى قد من الاحترام ومن أداب الحوار والاختلاف والاعتراض بدل الذى نشاهدة كل يوم على الشاشات.

الخميس، 14 فبراير 2013

كنيسة واحدة جامعة رسولية

كمسيحية انجيلية ، لا انتمى للعقيدة الارثوذكسية، اعلن احترامى لهذه العقيدة القديمة الراسخة في مصر، لم اتعلم احترامها ولكنى اليوم اختار ان اتناولها باحترام وتقدير، ان اقرائها وادرس تاريخها كلما استطاعت وان احاول الفهم من منطلق التعلم وليس النقد. وانا انظر الى تاريخها وجهادها وفلسفتها بعين التقدير

اتفهم كل ضعف في السلوك في كل معتنقى عقيده فانا ايضاً ارى ضعفات في كنيستى الانجيلية، نحن بشر ضعفاء.
نشكر الله على قبوله لنا بضعفاتنا، هو يعرف اننا تراب، هو يذكر جبلتنا، هو يقول لنا انا اعينك.

رؤيتى للضعفات كانت تسبب رفض في السابق، اما الان بعد ان اصطدمت بضعفى الشخصى ليس امامى سوى الانتماء والاعتراف بالانتماء لهذا الكيان المكون من الضعفاء، المسمى الكنيسة، الذى لا يزال الله يعمل في وسطه ولم نصل للسماء بعد، وفي هذا الضعف يتمجد الله.

انا انتمى للكنيسة بكل طوائفها واشكالها، كل من يؤمن بيسوع المسيح رباً ومخلصاً لحياته. انا انتمى للمسيحية . انا انتمى للانسانية. أنا انتمى لله.

واصلى
لكنيسة واحدة برغم اختلافتنا وتنوعنا الغالى، الذى يثرينا - اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد
ببداية جديدية للكنيسة في مصر، نهضة فيها الله بنفسه يعزى ويغير ويشفى
بداية جديدة فيها يكون التركيز على شخص المسيح وليس على بشر،  قادة او قسوس او اباء كهنة
للخروج الكبير لشعب الكنيسة خارج اسوار الكنيسة، ليخرجوا لمصر التى كثيراً ما صلينا من اجلها
ان تتجسد هذا المحبة وهذه الصلوات والتضرعات في سيل من المحبة والخدمة العملية اكثر من كل الماضى. خدمة من قلب محب وليس من قلب متعالى، محبة من قلب منتمى وليس من قلب منفصل.
بارك بلادى

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

اصرخ يا مصرى


" لو فازوا هيكونوا حصدوا تعب كثير لسنين طويلة قضوها في الشارع وفي السجن من اجل الحلم بكرسى الحكم. بغض النظر عن كون كلامهم شعارات او ادعاءات أو حقيقى، السلطة هتمتحن كل شئ وهتطلع الحقيقة، إذا نجحوا في تحقيق مطالب الشعب، يبقى خير لمصر كلها، أما إذا فشلوا فخلاص تكون صفحة وتتقفل."   انا كنت بقول لنفسى كده لما فاز الاخوان.
كنت متخيله انهم يكونوا عندهم حاجات يقدموه، اى حاجة، مشروع النهضة بقى والشاطر قاعد بيذاكر، وسلطة نفسهم يوصلوا ليها بقالهم 80 سنة،      لكن لما وصلوا المستوى صدمنى !!!!!!!!!!!!!
الحاجة الوحيدة اللى اظهروا جميعاً كفاءة فيها الكذب والخداع و تزيف الحقائق ... على شوية كبرياء هنا ... وحبه انكار للواقع هناك  .... يعنى خلطة مش بتجيب لقدام خالص.

مش هى دى المشكلة الأساسية، المشكلة الأساسية بقى انهم لما شرفونا على كرسى السلطة سابوا الظلم والفساد زى ماهو يرعى في كل شبر من أرض مصر.

الفقير في عهد سيادته مش مامن عيشه او امانه في الشارع او مستقبل اولاده.
القاتل اتكرم واتعين مستشار او وزير.
الفاسد بقى في الوزارة وفي مجلس الشورى
وكل لما يحصل مصيبة ويموت من المصريين كثير .. يطلعوا يقولوا مش احنا المسئولين، دى تركه النظام البائت.
والنتيجة صرخة المصرى صوتها اتسمع في كل شارع


صرخة اطفال اسيوط واهلهم
صرخة أم مصرية في جنازة شهيد
صرخة شباب هان عليهم الموت
صرخة بنات بتصرخ وتقول الشارع لينا.
صرخة كل مصرى بيطالب بالعدالة في الأجور بيطلب من سنين ولسه بيطلب انه يعرف يأكل ولاده ويعلمهم ويداويهم ويدفيهم ويكون مطمن على مستقبلهم، وانه يلاقى كرامه في بلده.
صرخة كل مصرى زهق ويأس
صرخة أهالى المفقودين.
صرخة واحد مصرى بيتعذب دلوقتى على يد ضابط مصرى في مكان ما في ارض مصر.
صرخة مريض مش لاقى علاج.
صرخة اهالى ضحية جديدة لجريمة جديد لنظام مصرى شبه النظام اللى قبله واللى هو كان شبه النظام اللى قبله
صرخة دم كل مصرى قُتل (شهيد بلطجى مجرم) مش فرقه هو مين، دم سفك على ارض مصر، دم يصرخ.
إن كان دم وإن كان مظلوم حى .. فالكل بيصرخ ,والله يسمع.
الله يسمع ... هو يمهل وهو يجازى.

اصرخ يا مصرى
في الشارع قدام المصرى اخوك
او قدام الكاميرا
اصرخى يا مصرية سمعى العالم كله صوتك
واصرخ واصرخى قدام الله، فالله يسمع
وهو يجازى وهو عادل وهو يمهل لكنه يجازى
اصرخ

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

يوم من حياتى

في المترو وأمام المقاعد المخصصة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة (منهم الحوامل حسب الملصق الموجود عليها) قررت أن اتخذ مكاناً فأنا سيدة حامل تضطر حتى شهرها السابع لركوب المترو في أوقات مزدحمة، كانت تجلس أمامى  سيدة وابنها البالغ من العمر 4 سنوات يجلس بجانبها، ومع استمرار الوضع بهذه الصورة! توقعتها قلة في الذوق العام والتى أصبحت عادة في مجتمعنا ولم أبالى وإن كنت حانقة بعض الشئ. إذ فجاءة أراد الطفل أن يجلس في حضن أمه، وبصورة عفوية وجدت هذه الأم تنادى الفتاة التى بجانبى وهى جامعية محجبة - اسفه لأني ميزتها ولكن -  لتجلس فاستشاط غضبي فلم يكن السبب إذاً الذوق بل الدين، في هذه اللحظة لمحت سيدة عجوز تقف من بعيد وبسرعة وجهت كلامي للفتاة مشيرة لها أن تُجلس السيدة العجوز فلم يكن منها إلا التجاهل ... فوجهت السؤال للسيدة العجوز وقد كانت تبدو في السبعين من عمرها إذا كانت تريد الجلوس؟ ولست في حاجة بالطبع لذكر اجابتها، ثم جلست السيدة العجوز. كنت فقط أريد توضيح رسالة لهما أن هناك حالات قد تحتاج بعض الأولوية بطبيعة الحال.
وجدت الفتاة من يدعوها للجلوس وأخرى جلست لأنها كانت تقرأ القرآن وهى واقفة وبعد فترة كبيرة وكنت مازلت واقفة قامت لى سيدة لأجلس وعندما شكرتها قالت لى: "أنت أولى" لم أكن أصدق فهذا الموقف لا يتكرر كثيراً في هذه الأيام، كانت سيدة مسلمة تبدو تقريباً في الخمسينات من عمرها وهى من الجيل الذى يتحدث عن مصر التى لم تكن تعرف تفرقة بين مسلم ومسيحى هذه البلد التى لا يعرفها معظم شباب الجيل الذى انتمى إليه، فجلست وأنا شاكرة لأريح قدمى قليلاً ثم قمت لها وكانت محطت نزولى قد اقتربت.
قضيت ساعات النهار في عملى الذى أحبه كثيراً، ثم رجعت إلى منزلى فأخت زوجى سوف تزورنا اليوم. وهى كثيراً ما تقص علىّ ما تتعرض له من مضايقات ومعاكسات في الشارع وأنا أتفهم كل تمر به ، فأنا أكاد أعيش هذه المعاناة يومياً، والتى تكون في كثير من الاحيان بسبب هذه الفكرة "إذا لم تكونى محجبة فأنت لست على خلق وتستحقى كل ما سوف يحدث لك" ولا أعرف من الذى أعطى الشارع سلطة العقاب هذه. ولكنى فوجئت اليوم بحكايتها المختلفة مع بائع كانت قد طلبت منه خدمة ما، فلم يجيبها، كان قد سمعها ولكنه لم يجيبها إطلاقاً ثم أهتم بسيدة أخرى مسلمة بجانبها، لم تفهم ما حدث ولم تتوقع أنه يقصد تجاهلها فكررت طلبها ولكنه بادرها بالنظر ليؤكد أنه قد سمعها وأنه لا يريد أن يلبى طلبها. تعجبت وأخذت بعض اللحظات لتتدارك الموقف ثم خرجت وقد شعرت بحرج كبير. بالطبع جلسنا نحن الثلاثة وضحكنا، وأضاف زوجى مازحاً أنه لا يواجه مثل هذه المواقف المتعصبة في المصالح الحكومية لأن اسمه لا يوضح ديانته.
لكن في نهاية اليوم بقى عندى السؤال: لماذا؟
لماذا هذا التعصب والتمييز ولماذا نعامل كمواطنين درجة ثانية في بلدنا. قد لا تتعلق مشكلة القبطى الأساسية في مصر بنص القانون، ولكن في التمييز الواضح بداية من سوء المعاملة وتأخر المصالح وتفضيل وتقديم المسلم عليه. حتى في التقدم للوظائف والتى يجب أن يكون الحكم الأول فيها للكفأة وليس للدين، نجد أن ما يحدث في كثير من الأحيان هو العكس. كثيراً ما يُنظر لنا كأقل في الانتماء والوطنية وفي احتياج دائم لنبرهن على وطنيتنا بسبب ما ندين به؟ لماذا هذه النظرة الغاضبة عندما أبادر بصباح أو مساء الخير فأجد الرد وبإصرار السلام عليكم، لماذ كل هذا الكم من البرامج التى تتحدث في شئون الدين الإسلامى  في القنوات المصرية الارضية والفضائية ولا يوجد في المقابل أى برنامج لأى دين آخر، لماذا اختفت أغانى الاطفال التى تتحدث عن الحديقة والبقرة وأتوبيس المدرسة من برامج الاطفال واصبح هناك جزء يزداد كل يوم من هذه البرامج عن قصص الانبياء والاغانى الدينية المسلمة، لماذ إلقاء القبض على مفطرى شهر رمضان في الأقصر، فهل لا يوجد اعتراف بمواطنين إلا المواطنين المسلمين؟؟؟ عند هذا الحد كان قد انتهى يومى، وذهبنا نحن الثلاث للنوم ولكن بقى في داخلى هذا السؤال: لماذا، ولمصلحة من؟

الأحد، 27 مايو 2012

عن نتائج الانتخابات الرئاسية

-في اقل من 6 اشهر الفترة ما بين انتخابات البرلمان والانتخابات الرئاسية وبعد اداء الاسلاميين في مجلش الشعب) انخفضت النسب في التصويت من 40% للاخوان و 70 % للتيار الاسلامى في الانتخابات التشريعية إلى 24.7 % - هذا يقول ان من انتخب الاسلاميين انتخبهم لاعتقاده انهم يملكون حل لمشكلاتهم وان من انتخبهم قادر على متابعة ادائهم وتقيمه والبحث عن خيار آخر

- بعد كل هذه المحاولا البشعة لتشويه الثورة ولتجويع الشعب وارعابه من خلال مسرحية الانفلات الامنى وبعد وعد سحرى باعاده الامن خلال ساعات من تولى سيادة الفريق الرئاسة اعطى 35% اصواتهم للفلول (مع ان هناك من اعطى لموسى ليس تايداً للنظام السابق ولكن هروبا من حمديين ذو الفرصة الضعيفة وشفيق الفلولى الواضح )
واعطى 40 % من الناخبيين صوتهم لمرشحيين الثورة متجاهليين احتماليات عدم فوز المرشحيين وهذا يظهر تمسك اغلب المصريين بحقهم في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وبدولة مدنية
وهذا الشعب كريم وصبور وواعى وانا انتمى له
ومن الاوهام التى كشفتها نتائج الانتخابات الرئاسية :

1- ان الاعلام الذى يدعى انه يحاول رصد الواقع وتقديمه للمشاهد هو ابعد ما يكون عن الواقع.
وان استطلاعات الرأى المصرية تستطلع رأى شعب آخر
2- وان الشعب المصرى بعد سنة ونصف من المر لازال يطالب بالعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية
حتى انخفاض نسبة المشاركة ما بين الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية توضح ان الشعب كاشف المسرحية وانه يبحث عن طريق آخر
3-الواعيين اللى بيتهموا باقى الشعب بالجهل هما اللى بيتعرضوا لتوجيه رأيهم من الاعلام تحت قيادة اجهزة الامن .. اما من يُتهموا بالجهل فهم لا يثقوا في الاعلام وهم الذيين يمثلون الواقع الفعلى الذى لا يريد الاعلام رصده

الخميس، 12 أبريل 2012

الصليب من اجلى أنا



أنا آدم ... أنا بطرس ... أنا يهوذا
وكان الصليب من أجلى أنا
أنا أيضاً احتاج إلى فادى
أنا اقوم بخطية آدم كل يوم ألاف المرات
أنا أيضاً أسير طريقاً نحو
الانفصال، طلب المعرفة منفرده، والسيطرة على الحياة
الآن أرى
اننى لو كنت مكانه
كنت فعلت نفس الشئ
أنا يونان ..
أنا آدم ... أنا بطرس ... أنا يهوذا
أنا كل يهودى عنيد صلب الرقبة
أنا تعصب الفريسيين
وأنا شر البعيدين

وأنت قدمت لى رحمة لها ثمن، موثوق فيها
وأنت حققت كل متطلبات العدل
وأنت فتح لى الباب من جديد
اكملت العمل
غلبت الموت
وهبتنى حياة
أعطيتنى عربون الحياة الابدية

لذلك أنا انتظر بل اشتاق إلى الابدية
أبدية اقضيها في معرفة من احبنى

كان عمل محبتك لأجل الخطاة
الخطاة الذين أولهم أنا

وعندما اسقط وابتعد
اتذكر اننى وأنا في كامل انفصالى عنك
اتيت أنت إلى
وفتحت لى الباب لآتى إليك بثقة
فآتى إليك

هللويا
ليس لأحد حب أعظم من هذا
أن يضع احد نفسه لاجل احبائه.

أنا محبوبة
إلهى يحبنى
يا محب البشر
اعبدك

هللويا